الكشف المبكر لسرطان البنكرياس له تأثير مهم في النتائج

يعد مرض سرطان البنكرياس من أكثر الأورام الخبيثة المميتة، إذ تصل نسبة الناجين منه أقل من 5% بعد تمام العلاج. وكان يعتقد أن المرض مميت بسبب سرعة نموه لكن المفاجأة التي كشفت عنها دراسة حديثة هو العكس تماماً.

فقد أثبت البحث أن سرطان البنكرياس ينمو وينتشر بصورة أبطأ كثيراً مما كان يظن العلماء إذ تصل فترة نموه وانتشاره منذ بدء تكوّنه وحتى نهاية حياة المريض 20 عاماً أو يزيد كما تخبرنا د. كريستين إياكوبيزو دوناهو بمركز جون هوبكنز لأبحاث سرطان البنكرياس.

هذا يعني أن اتباع استراتيجية مؤثرة للكشف المبكر عن المرض سيكون لها تأثير مهم على النتائج وسوف تحول مرض سرطان البنكرياس من تصنيف المرض المهلك لمرض قابل للعلاج بل ويمكن تجنبه مثل سرطان القولون.

وقد أعربت د. إياكوبيزو دوناهو عن تفاؤلها بالتقدم بخطوات واسعة للوصول لطرق علاج مؤثرة لهذا المرض.
النمو البطيء لسرطان البنكرياس

وفقاً لتنبؤات المركز القومي للسرطان يتوقع أن يتم تشخيص 43,000 حالة بسرطان البنكرياس بالولايات المتحدة بنهاية هذا العام وسوف يموت منهم ما يقرب من 37,000 بسبب هذا المرض.
وقد ثبت أن غالبية الحالات قد تم تشخيصها بعد أن انتشر السرطان لأعضاء بعيدة. لهذا يظهر القليل من المرضى استجابة للعلاج سواء بالجراحة أو العلاج الكيمائي أو الإشعاعي.

وتركز دراسة مركز هوبكنز على تحديد ما إذا كان سبب هذه النسبة العالية من الوفيات يرجع للانتشار السريع للمرض أو لتأخر تشخيصه وكشفه.

وبتحليل عينات من أنسجة سبعة مرضى بعد وفاتهم مباشرة بسبب سرطان البنكرياس استطاع الباحثون التعرف على جزيئات مميزة من الخلايا السرطانية في الأورام الأولية التي ظهرت منذ أعوام طويلة قبل انتشار السرطان بأجزاء أخرى من الجسم.

باستخدام نموذج حسابي تمكن الباحثون من تقدير متوسط 20 عاماً منذ بدء تكون الورم حتى حدوث الوفاة من سرطان البنكرياس.

هنا تبرز أهمية الوصول إلي طرق فعالة للتعرف على وجود الورم وتشخيص سرطان البنكرياس قبل ظهور الأعراض بأعوام.

وتعلق د.إياكوبيزو دوناهو قائلة: "كان هناك اعتقاد أن سرطان البنكرياس هو مرض عدواني ولا يجد الطبيب ما يفعله لإيقافه، ولكن ثبت الآن أن هناك الكثير يمكن عمله، ولنبدأ الآن".
أهمية الكشف المبكر

ويحدثنا د. جيمس أبروزيس الذي يرأس قسم طب الأورام بمركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس قائلاً أن هذه الدراسة الأخيرة تبرز ضرورة الجهود التي يبذلها الكثير من الباحثين الآن في أنحاء البلاد للبحث في طرق أفضل للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس.

وهذه الدراسة تعود لتؤكد أن التركيز يجب أن ينصب الآن على استراتيجيات الكشف المبكر.

وقد أثبت الباحثون أن 5 إلى 10% من المرضى لهم تاريخ وراثي مع المرض . ويعلق د. أبروزيس قائلاً "إن الباحثين قد تعلموا الكثير عن التأثيرات الجينية على الأمراض وتأثير أسلوب الحياة مثل التدخين والسمنة ومرض السكر في الإصابة بالكثير من الأمراض كذلك".

كما أن تقنيات الأشعة مثل MRI والموجات فوق الصوتية يتم استخدامها بالفعل لفحص المرضى الذين لهم تاريخ وراثي مع المرض في عائلاتهم.

وقد أعرب د. أبروزيس عن اعتقاده أن الباحثين سوف يتمكنون من اكتشاف طرق لتقليل مخاطر هذا المرض خلال العشر سنوات القادمة.