العجوز الحكيم و نصائحه الثلاث

من طرف زين الإثنين سبتمبر 20, 2010 8:04 pm

يحكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين يطوفان أرجاء المدينة ليروا أحوال الرعية
فقادتهم الخطا إلى منزل في أخر المدينة فقصدا إليه و لما قرعا الباب خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته فأكرمهما
و قبل أن يغادره دار الحوار التالي بينهم :

قال الملك : لقد وجدنا عندك الحكمة و الوقار ، فنرجوا أن تزوّدنا بنصيحة ...

فقال له العجوز: لا تأمن للملوك و لو توّجوك ....
فأعطاه الملك و أجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى

فقال العجوز : لا تأمن للنساء و لو عبدوك ...
فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة

فقال العجوز : أهلك هم أهلك ، و لو صرت على المهلك ...
فأعطاه الملك و أجزل له

ثم خرج مع وزيره عائدين للقصر و في طريق العودة إلى القصر أبدى الملك إستياءه من كلام العجوز و أنكر كل تلك الحكم
و أخذ يسخر منها ، و أراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز فقرر ان يحيك أمراً من خلاله يقنع الملك بأن هذه الحكم ثمينة و حقيقيه

فنزل إلى حديقة القصر و سرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً ثم أسرع الوزير إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها و لا تخبر أحداً بالأمر حتى لا يقطع الملك رأسة إذا عرف بالأمر .

ثم بعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ ، فسرت بذلك و أعطته العقد ...

لكن مرت الأيام و لم يعد الوزير إلى زوجه العقد !
فسألته عنه فتشاغل عنها و لم يجبها ،
فثار غضبها و اتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى و أنكرت عليه ما فعل ، و لكنه لم يجبها بشيء مما زاد من نقمتها على زوجها الوزير
هنا قررت أن تنتقم فأسرعت زوجة الوزير إلى الملك لتعطيه البلبل و لتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه
بالطبع غضب الملك غضباً شديداً ، و أصدر فوراً أمراً بإعدام الوزير .

و سرعان ما نصب في وسط المدينة منصة الإعدام و سيق الوزير مكبلاً بالأغلال إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره الخائن

و في الطريق مرّ الوزير بمنزل أبيه و إخوته فدهشوا لما رأوا ،
و عندها ترجي والد الوزير و إخوته الملك و انهم مستعدون لان يفتدوه بكل ما يملكون ، بل أكد والد الوزير أمام الملك أنه مستعد ليفتدي إبنة بنفسه ...

و لكن الملك أصرّ على تنفيذ حكم الإعدام بالوزير السارق و لم تجدي توسلات أهل الوزير لدي الملك شيئاً ...

و قبل أن يرفع الجلاد سيفه ، طلب الوزير أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك ، فأذن له الملك بالكلام ...

فأخرج الوزير العقد من جيبه ، و قال للملك : ألا تتذكر ما قاله لنا الحكيم من حكم أنكرتها عليه و هي :‏

الأولى : لا تأمن للملوك ولو توّجوك ... و أنا وزيرك و برغم هذا أوجه حكم الموت ...

و الثانية : لا تأمن للنساء و لو عبدوك ... و ما أنا به الأن بسبب زوجتي التي وشت بي عندك لمجرد سوء ظنها ...

و الثالثة : أهلك هم أهلك و لو صرت على المهلك ... و ها أنت رأيت ما قدمة والدي و غخواتي لينقذوني من سيف الجلاد ...

عندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم ، و أن الحكم لم تكن إلا وليدة أحداث حقيقية و تجارب واقعيها

و بالطبع عفا عنه و كرمة و قربة منه و اعادة وزيرة المقرب في مملكتة .